كيف حولت التفاصيل الصغيرة مسلسل Exemplary Taxi 3 لفيلم سينمائي؟

متى يصبح المسلسل التلفزيوني يشبه السينما؟

عندما تشاهد مسلسل Exemplary Taxi 3، قد تشعر بأنك تجلس في دار سينما وليس أمام شاشة التلفاز. هذا ليس صدفة، بل هو نتيجة عمل مدروس وحساب كل التفاصيل الصغيرة. وصل المسلسل إلى نسبة مشاهدة قياسية بلغت 19.1 في المئة، وهذا الرقم لا يعكس فقط جودة السيناريو، بل الهندسة البصرية الدقيقة التي تحيط بكل مشهد.

الألوان تحكي القصة

مدير الفن كيم بو يونج كشف النقاب عن السر الأساسي للتصميم الفني في الموسم الثالث: استخدام ألوان مختلفة لكل حلقتين. الحلقات الأولى والثانية استخدمت الأزرق، لون البحر والشباب والتاتو الياباني، بينما الحلقات الثالثة والرابعة اعتمدت على التباين بين الأبيض والأسود.

لكن هذا ليس مجرد اختيار لوني عشوائي. كيم بو يونج يشرح: "أردنا أن يشعر المشاهد بفرق بصري واضح عند انتقاله من حلقة لأخرى." كل إكسسوار، كل قطعة أثاث، كل عنصر صغير في الخلفية تم اختياره بعناية ليتناسب مع هذا اللون الرئيسي. هذا يعني أن فريق الإنتاج كان يقضي ساعات طويلة فقط للتأكد من أن لون الأريكة يطابق رؤية المخرج.

بناء عوالم متعددة بنفس المجموعة

واحدة من أكثر اللحظات التي أثارت فضول المعجبين هي إعادة بناء الملجأ تحت الأرض التابع لـ "الأبطال الخارقون بألوان قوس قزح" - وهي مجموعة كانت موجودة في الموسم السابق وتم تفكيكها بالكامل.

هنا يكمن الجزء المثير: لم تكن هناك وثائق معمارية كاملة للمجموعة الأصلية. كان على فريق الفن أن يشاهد مشاهد الموسم الثاني مراراً وتكراراً، يعيد بناء كل التفاصيل من الذاكرة والملاحظة الحثيثة. ثم، بدلاً من مجرد نسخ الأصل، أضافوا لمستهم الخاصة: ألوان حمراء في جميع أنحاء المجموعة لتعكس الموسم الثالث الجديد.

الحلقة الخامسة: عندما يصبح التصميم الفني قصة نفسية

لكن ربما أكثر مثال واضح على براعة الفريق الفني هو حلقة دار العجزة في الحلقة الخامسة. هنا لم يكن التصميم الفني مجرد ديكور، بل أداة سردية. المشاهد ينتقل من غرفة المريض إلى متجر الساعات إلى الهواء الطلق، لكن الفريق صمم المجموعة بطريقة تجعل كل مكان متصلاً بسلاسة تامة.

متجر الساعات كان له معنى نفسي أعمق - يمثل النسيان والخرف. الفريق صنع ممراً يصبح أكثر ظلاماً وأضيق كلما تقدمت، مما يعكس الحالة النفسية للشخصيات المرضى. وأضافوا دمى وعناصر خشبية مستوحاة من بينوكيو، الدمية المشهورة التي كانت كاذبة - ليعكس موضوع الخداع والنسيان.

كل شرير يحصل على عالمه الخاص

في Exemplary Taxi 3، لا يوجد شرير عادي، وليس هناك مجموعة "عامة" تناسب الجميع. كل عدو رئيسي يحصل على تصميم فني يعكس شخصيته.

ماتسودا، الشرير الأول، تم تصويره كشخص غامض. استخدم الفريق الأزرق والضباب والمسافات الطويلة لخلق إحساس بأنه بعيد المنال، غير قابل للاقتراب. تشا بيونج جين، من ناحية أخرى، يمثل "جانوس ذو الوجهين" - شخصية رومانية في الأساطير لها وجهان. التصميم الفني استخدم الضوء والظل بشكل متطرف لعكس هذه الازدواجية. ثم هناك كانج جو ري، التي تظهر في جو كلاسيكي من السبعينات بألوان بنفسجية وصفراء، تجسد الأحلام والخيال. أما تشيون جوانج جين، فعالمه مليء بأماكن متحللة - مدارس مهجورة، حمامات سباحة محطمة - كل ذلك لتجسيد الفساد.

عندما يعمل الفريق كوحدة واحدة

كيم بو يونج أشار إلى نقطة حاسمة: ما يجعل هذا التصميم الفني يعمل ليس العمل وحده، بل التعاون. المضاء، المصور السينمائي، مدير الفن - الجميع كانوا يعملون نحو رؤية واحدة. عندما يسأل المشاهدون "هل هذا مسلسل أم فيلم؟"، الإجابة بسيطة: إنه دقة سينمائية مع متعة المسلسلات.

لماذا يجب أن نهتم؟

هذا ليس مجرد حديث تقني ممل عن الإنتاج. إنه يعكس تطوراً في الدراما الكورية نفسها. الصناعة لا تعود راضية عن "مسلسل تلفزيوني جيد" - الآن، التوقع هو أن كل شيء يجب أن يبدو سينمائياً. المنافسة بين المنصات والقنوات التلفزيونية دفعت الفنانين والتقنيين إلى رفع مستوى الجودة بشكل مستمر.

للمعجبين، هذا يعني أن ما تشاهده ليس أبداً مصادفة. كل لون، كل زاوية، كل ظل - تم اختياره بعناية من قبل فنانين يفهمون أن التفاصيل الصغيرة هي ما يحول المشهد العادي إلى لحظة لا تُنسى.